تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
المهرّج كريم بريهمات في حوار ل"الوجيز".. المسرح مبادىء وأخلاق قبل كل شيء


هناك من يشتري لباس المهرّج ...ويصبح مهرّجا!!
مع المهرّج كيمو، سنتعرف على ركائز تقديم عرض للأطفال.. في الوقت الذي تقدم فيه الكثير من العروض التهريجية باسم البراءة...كما سنتعرض لتفاصيل الطبعة الأولى من مسرح الطفل التي احتضنتها ندرومة مؤخرا.

حاورته زهور غربي

* نتعرف على كريم كيمو؟
  كريم بريهمات، 29 سنة، ممثل مسرحي من مدينة ندرومة ولاية تلمسان.


* متى بدأت تجربتك مع تقديم عروض للأطفال؟
  بدأت المسرح سنة 2006 مع جمعية التحدي للقناع الذهبي ندرومة. دخلت مجال التهريج سنة 2009 بما أنني أحب المسرح، أردت أن أجرب كل أنواعه. التهريج هو نوع من أنواع المسرح. وأخذت إسم كيمو.

  سنة2011 كانت تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، كان من حظي أني عملت مع المهرّج حميميش رحمة الله عليه. تعلمت الكثير معه. كانت تجربه رائعة و زادت شغفي وحبي للتهريج.

* هل تقدم التهريج،أم فقرات تنشيطية، أم عروض ترفيهية ؟
  عرضي الذي أقدمه للأطفال هو مزج بين التهريج والتنشيط وتقديم عروض ألعاب الخفة. يتخلل العرض رسائل تربوية هادفة، لأن الطفل يحتاج إلى الترفيه وكذالك إلى التوعية والنصيحة. والمهرّج يجب أن يكون قدوة. مثلا لا يمكنك أن تنصحهم عن النظافة وثيابك متسخة.

* ماذا عن مسرح الطفل ؟
  مسرح الطفل مجال رائع لكن صعب جدا.

* هل من السهل تقديم عرض للأطفال، أو لنقل هل هو بالسهولة هذه حتى صار مجالا لمن هب ودب ؟
  ليس من السهل تقديم عرض للأطفال سواء كان تهريجا أو عرضا مسرحيا، عليك بالتركيز ودراسة كل كلمة وكل حركة تقوم بها، فقد تؤثر سلبيا على سلوكيات الطفل. الطفل صفحة بيضاء فعليك برسم كل ما هو جميل عليها. لا ننسى أن الطفل يقلّد كل كبيرة وصغيرة. مع الأسف بعض أشباه الفنانين يشتري لباس المهرّج ويقوم بتقديم عرض لا يمكن أن نسميه بعرض، لأنه لا يحتوي على أدنى رسالة، فقط من أجل المال و بأبخص ثمن، لا يهمه ماذا قدم للطفل، يهمه كم جنى من العرض فقط. المسرح مبادئ وأخلاق قبل كل شيء.

* حدّثنا عن أيام مسرح الطفل التي احتضنتها ندرومة مؤخرا ؟
  أيام مسرح الطفل ندرومة كانت مجرد فكرة بصفر دينار في المقهى بيني وبين الممثل المسرحي خليفاوي يحي وعرباوي رفيق، رئيس تعاونية رفقاء المسرح. قلنا لماذا لا نتصل بأصدقائنا المهرّجين ونقوم بتقديم عرض للأطفال كل يوم لمدة 3 أيام فقط. قمنا بالاتصال بالأستاذ عزوز بن عمر، أستاذ جامعي للمسرح بوهران، وهو إبن مدينة ندرومة، طرحنا عليه الفكرة، أعجبته، واقترح علينا مسرحية "بينوكيو" للمسرح الجهوي وهران، التي صاحبها قادة بن سميشة. وافقنا مباشرة وقرّرنا تكريم قادة بن سميشة بالمناسبة، لأنه عميد من أعمدة مسرح الطفل منذ القدم، وكذالك الأستاذ عبد القادر بلكروي كاتب وممثل مسرحي..
  إتصلنا بالبلدية من أجل تقديم يد المساعدة، وفّروا لنا القاعة. المشكلة الكبرى أن القاعة ليست مهيئة، لا يوجد فيها لا إضاءة ولا صوت. إتصلنا بالمسرح الجهوي وهران. قام بتوفير الإضاءة والصوت للقاعة.
  قمنا بالاتصال بالأصدقاء والفرق التي تريد التطوع معنا بتقديم عروض مسرحية للأطفال، فلم يبخلونا من معضم الولايات، الأغواط، بلعباس، وهران، تيارت، سعيدة والجلفة.

  إتصلنا ب "عمو يزيد" ولم يرفض الطلب، وحضر وقدم عرض للأطفال في يوم الاختتام.

  وكذالك اتصلنا بالصديق عبد الرزاق بوكبة الذي ساندنا كثيرا وتطوع معنا مسؤولا للإعلام، وأطلق مقهى ثقافي في ندرومة. وكانت التغطية الإعلامية طيلة الأيام من تطوع مصطفى عمور وفريقه الرائع مجمّع المغرب الكبير Gm...

  قمنا بالاتصال بالتجار وأصحاب المؤسسات المصغرة، فساعدونا بالتكريمات، ثم اتصلنا برئيس الدائرة وبمدير الشباب والرياضة، وفّروا لنا المبيت ببيت الشباب ندرومة والإطعام.

  إتصلنا كذالك بمديرية الثقافة وقصر المعارض والفنون. تقبّلوا الفكرة ودعّموها بما استطاعوا. والحمد الله نجحت الأيام وأدخلنا الفرحة على الأطفال. كانت فكرة صغيرة فكبرت ...

 * هل تتلقون دعما في نشاطكم ؟
  الدعم الكبير الذي نريده هو توفير قاعة لتقديم العروض (مركز ثقافي)، ندرومة مدينة الثقافة والحضارات، من أقدم المدن في الجزائر، تعاني من التهميش في المجال الثقافي، توجد بها قاعة واحدة وهي للمحاضرات، لا تساعد في تقديم عروض مسرحية. عندما يتوفر الفضاء تتوفر العروض والنشاطات الثقافية بالرغم من ذلك تحدينا وقمنا بالأيام، لكن إلى متى نبقى على هذا الحال !

* هل قدمتم عروضا خارج ولايتكم ؟
  قدمنا عدة عروض مسرحية خارج الولاية وشاركنا في عدة مهرجانات، وهناك تعرفنا على الفنانين الذين تطوعوا معنا في هذه التظاهرة، ونحن كذلك مستعدون للتطوع معهم في كل وقت.

* ما هي رسالتكم التي تريدون تقديمها ؟
  رسالتنا هي {نلتقي لنرتقي} المسرح يجمعنا لنرتقي.

* كلمة أخيرة.
  في الأخير نشكر كل من ساعدنا ولو بكلمة طيبة لإدخال السعادة على قلوب الأطفال.

إضافة تعليق جديد