مقال رأي
د. سبتي سيف الدين / باحث سياسي وأكاديمي
أعلن نادي ريال مدريد العالمي على لسان مسؤوليه عن خسارة يومية تقدر ب 100 ألف دولار يوميا، جرّاء توقف المباريات وعدم إمتلاء الملاعب بالجماهير، وهو ما سيؤثر على التوجه الرياضي في جميع أشكاله، و نفس التصريح من قبل نادي مانشيستر يونايتد، و لقد صرح السيد وزير الشباب و الرياضة بتأجيل ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 2022. كلها دلالات تفاقم الوباء واستمرار إنتشار الفيروس القاتل.
لقد إنطلقنا بهذه الدراسة من الناحية الأكثر شعبية وشهرة والأقوى تأثير على الشعوب، لكن هذه القوى الآن مهزومة وتعيش الهزيمة و تتجرعها، ليست الهزيمة بين الفرق الرياضية ولكنها هزيمة الفيروسات المجهرية، وتواجه الكثير من الدول، على غرار أمريكا التي تتهاوى مع الوقت، حتى أصبحت تستنزف المدخرات الأجنبية والودائع البنكية بغير وجه حق، و أصبحت تسحب جنودها من العراق و مالي .. مع التعتيم الإعلامي والصحفي، لكي تستمر تلك النرجسية الكاذبة وفكرة قيادة العالم المزعومة، حتى خرج الشعب لسرقة المحلات والتخريب، في صورة بائسة وتوجه يائس من طرف دولة تحتل الصدارة العسكرية والإقتصادية.
وحتى فرنسا تسقط اقتصاديا واجتماعيا، رغم حالة الطواريء الشاملة، وفي إعلامها الرسمي، تتبجح بتعليقات خارجية تعتليها النرجسية الكاذبة أكثر من الأمريكية، وخروج الأطباء للشارع في الإحتجاج على وضعيتهم المزرية أمام تفشي الفيروس الخطير ومقابلتهم بالعنف، في مشهد بعيد عن حقوق الإنسان، وما كانت تتغنى به في المؤتمرات والندوات، حتى هرب الكثير من هذا البلد العليل، ويقال أنها السبب الأول لإنتقال الفيروس للجزائر.
إيطاليا تقفز لعدد ضحايا مهول حتى وصل للآلاف، وتتبعها إسبانيا وإنجلترا وألمانيا وروسيا وحتى سويسرا، وتتبعهم دول الخليج وعلى رأسها السعودية.
أما الكيان الصهيوني فهو يحتل الصدارة في توجه الكورونا نحو القيادات العسكرية، وأصبحوا تحت الحجر الإجباري وأصبحت معنويات الجيش في الحضيض أكثر من السابق، فلو قصفت الفصائل الفلسطينية ببعض الصواريخ عليهم سيكون الذعر والتهاوي والهروب، وحتى سقوط الجيش.
ولكن الجزائر رغم ما فعلته العصابة لسنوات من فساد ونهب، تعمل جاهدة على مكافحة الفيروس القاتل بنفس طرق مجابهتها لأعدائها، من الخارج والداخل و ضد بعض التجار و بقايا العصابة، الذين يستغلون الفرص لتطبيق سياستهم الإجرامية برفع الأسعار والمضاربة، لكن هيهات، ففي السابق كان لهم عناصر مندسة وبعض أشباه نواب محليين و وطنيين، لمواصلة تسلطهم و تقوية غرائزهم ورغباتهم الدنيئة، ولكن الآن لهم وزير التجارة والدرك والأمن.
الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرعي*تبون عبد المجيد* والقيادة العسكرية الوطنية ممثلة بالراحل "قايد صالح" والمحنك "شنقريحة"، والحكومة الحالية، كلهم يعطون دروس في الوفاء والوطنية، من خلال بناء قواعد حقيقية لتطوير البلاد، و أخص بالذكر السادة : الوزير الأول، وزير العدل حافظ الأختام، وزير الداخلية، وزير التجارة، وزير الشباب والرياضة، والقائمة طويلة، فجلهم في مستويات الوطنية والغيرة على الجزائر الجديدة. فهي البلد الوحيد الذي يقدم الخدمات الأساسية بالمجان، على غرار التعليم و الصحة، و هاهي الدروس تتوالى في إجلاء المواطنين العالقين في المطارات والطلبة الذين رجعوا للبلاد خير دليل وكذا العمال وغيرهم، على عكس الدول الأخرى الذين يزعمون بأهمية المواطنة لدى الدولة، و هو ما نشاهده إعلاميا فقط، وحتى عبر التصريحات، فمثلا أمريكا عملت على إجلاء الأشخاص المهمين فقط من دبلوماسيين وعسكريين، و حتى المشردين لم تعتقهم في صورة بشعة، تناقلها بعض الهواة من خلال رميهم في ساحات مواقف السيارات في "لاس فيجاس"، ورسم خطوط على الأرض لمبيتهم بدل الملاجيء، رغم فراغ الفنادق.
لقد واصلت الجزائر بحنكة رئيسها من أن تجلي أغلب رعاياها بالمجان، وحتى الذين قدموا من الخارج عملت الدولة على دخولهم للحجر الصحي في الفنادق وأماكن جد صحية و راقية بالمجان أكرر بدون مقابل مالي.
ستكون هناك تطورات في موازين القوى العالمية بعد إنقضاء هذا الفيروس القاتل من الناحية الإقتصادية وحتى في التكتلات واللوبيات، فما نراه مؤخرا هو تدهور مكانة الإتحاد الأوروبي، و توجه هذا الأخير لعزوف غير طبيعي عن مساعدة كل من إيطاليا وإسبانيا، وقدم مساعدات إلى تونس والمغرب في توجه سياسي واضح، و هاهو يتودد للجزائر بقيمة مالية كبيرة لكسب الود أو إيجاد شراكة مستقبلية.
ولأن الجزائر الجديدة من الدول المستقبلية الواعدة تسعى لتقوية الجبهات الداخلية والعلاقات الخارجية على غرار الصينية، وبناء تحالفات إستراتيجية جديدة والتخلص من التبعية الإستدمارية، ومن منطلق الأزمة تولد الهمة، وبعد إنقضاء إتفاقية إيفيان من الناحية القانونية والزمنية، و بعد تصريح رئيس الجمهورية الأخير بأن إنخفاض النفط لن يشكل عائق أمام تقدم الجزائر، و كذا من الممكن أن تكون الكفاءات الجزائرية هي السباقة في إكتشاف دواء حصري لكورونا كوفيد19.
من هذه المنطلقات أصبح لزاما الإعتماد على مصادر القوى الجديدة وهي الموارد البشرية والكفاءات، من أطباء و علماء وأساتذة وأصحاب العقول المبدعة والإختراعات, وإنشاء دعائم غير ناضبة كالطاقات المتجددة والإعتماد على الفلاحة وتعزيز دور السياحة، لغرض الإرتقاء بالبلد القارة نحو القوة الإقتصادية والمكانة العالمية.
التعليقات
(لا موضوع)
(لا موضوع)
(لا موضوع)
إضافة تعليق جديد